الموصل حبيبيتي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافي يعنى بالادب و التراث و التاريخ و الاخبار المحلية لمدينة الموصل الحدباء أم الربيعين


    غادة السمان في قصيدة أميرة في قصرك الثلجي

    avatar
    نائب المدير العام
    مشرف الفضائيات


    عدد المساهمات : 2
    نقاط : 6
    تاريخ التسجيل : 17/03/2009
    الموقع : العراق\الموصل

    غادة السمان في قصيدة أميرة في قصرك الثلجي Empty غادة السمان في قصيدة أميرة في قصرك الثلجي

    مُساهمة  نائب المدير العام الأربعاء مارس 18, 2009 3:08 am




    أميرة في قصرك الثلجي


    أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟

    ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....

    * * *

    ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً

    وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...

    * * *

    أين أنت ؟

    ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،

    واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟

    * * *

    ذات يوم ،

    جعلتك عطائي المقطر الحميم ...

    كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،

    دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..

    * * *

    ذات يوم ،

    كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً

    كلوحة من الضوء الحي ...

    يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،

    دونما مناقصات رسمية ،

    أو مزادات علنية ،

    وخارج الإطارات كلها ...

    * * *

    لماذا أيها الأحمق الغالي

    كسرت اللوحة ،

    واستحضرت خبراء الإطارات ؟

    * * *

    أنصتُ إلى اللحن نفسه

    وأتذكرك ...

    يوم كان رأسي

    طافياً فوق صدرك

    وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة

    وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك

    لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..

    كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،

    موته المحتوم ذات يوم ...

    * * *

    حاولت ان تجعل مني

    أميرة في قصرك الثلجي

    لكنني فضلت أن أبقى

    صعلوكة في براري حريتي ...

    * * *

    آه أتذكرك ،

    أتذكرك بحنين متقشف ...

    لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح

    منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...

    لحظة ودعتك

    وواعدتك كاذبة على اللقاء

    وكنت أعرف انني أهجرك .

    * * *

    لقد تدفق الزمن كالنهر

    وضيعتُ طريق العودة إليك

    ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،

    وما زلت أرفضك بصدق ...

    * * *

    لأعترف !

    أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...

    وأحسست بالغربة معك ،

    أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...

    معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،

    معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن

    النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...

    آه اين أنت ؟

    وما جدوى أن أعرف ،

    إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى

    من الكرة الأرضية ؟ ...

    * * *

    وهل أنت سعيد ؟

    أنا لا .

    سعيدة بانتقامي منك فقط .

    * * *

    وهل أنت عاشق ؟

    أنا لا .

    منذ هجرتك ،

    عرفت لحظات من التحدي الحار

    على تخوم الشهوة ...

    * * *

    وهل أنت غريب ؟

    أنا نعم .

    أكرر : غريبة كنت معك ،

    وغريبة بدونك ،

    وغريبة بك إلى الأبد .


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 11:14 pm